عندما تتعانق الشعبوية مع الغوغائية

عندما تتعانق الشعبوية مع الغوغائية في الخطاب السياسي

  • عندما تتعانق الشعبوية مع الغوغائية في الخطاب السياسي

افاق قبل 5 سنة

عندما تتعانق الشعبوية مع الغوغائية في الخطاب السياسي

علي ابو حبلة

الخطاب الشعبوي، خطاب لا عقلاني، تعبوي، دعائي، محرض على الكراهية، هدفه إثارة مشاعر الجماهير وشحنها بعدائية الآخر الحضاري أو الديني أو المذهبي أو القومي، الزعيم الشعبوي لا يقود، بل يقاد من قبل الجماهير التي يظن قيادتها، يركب الموجة الجماهيرية ويتملقها صواباً أو خطأً، ولو على حساب مصالحها الحقيقية، الهدف الأسمى للقائد الشعبوي، الوصول إلى السلطة، ولو داس كل القيم والأعراف، يتبنى الشعبوي خطاباً معادياً للبناء السياسي والاجتماعي القائم وللنخب السياسية والثقافية، ويؤمن بالفكر التآمري، ويغذي به الجماهير.

وظهرت الشعبوية في ثلاثينيات القرن الماضي، وأنتجت الفاشية والنازية في أوروبا، والحكام الديكتاتوريين في أميركا الجنوبية، وامتدت إلى العالم العربي لتنتج زعماء شعبويين متسلطين، تبنوا سياسات شعبوية، جلبت كوارث على بلدانها، ولازالت تعاني منها.

لكن أوروبا وعت الدرس، ومنذ نهاية الحرب الثانية استطاعت الأحزاب الليبرالية، المزاوجة بين الديمقراطية والاشتراكية، ونجحت في تحجيم التيار الشعبوي والغوغائي  وتهميشه على امتداد 7 عقود، لتعود الشعبوية وتنتعش من جديد، وتمتد موجاتها لتكتسح أوروبا والولايات المتحدة وعالمنا العربي

المتّفق عليه، أنّ الخطاب هو من أهَمّ السمات المميّزة لأيّ رجل سياسي أو زعيم حزب، وهناك من الدارسين من يرون أنّ الرهان الأكبر للخطاب السياسي لا يكمنُ في محتوى هذا الخطاب أو في الرسالة الأيديولوجية الفكرية التي يحملها أو التأثير الذي ينشده، بقدر ما يكمن في هويّة الخطيب وشخصيته والتي تعمل على قدر كبير على خلق طبيعة الصلة بين هذا الخطيب والمتلقي لرسالته السياسية وتحقيق الغرض منها، خاصة وأنّ التاريخ أثبت أنّه ما من قائد سياسي استطاع من بلوغ مُراده دون الاستعانة بمخاطبة الجماهير كطريقة فعّالة لتبليغ أفكاره.

كما أنّه من المتّفق عليه لدى المتتبّعين للواقع السياسي الفلسطيني ، أنّ الخطاب السياسي لدى البعض يتسم بكثير من غوغائية ويحمل الشعارات اكثر مما يتضمن وقائع ما يعايشه الشعب الفلسطيني حتى بات خطابنا السياسي احلام يقظه ليس الا ومن باب التمنيات وبات خطاب يتسم بالفعل ورد الفعل على ممارسات الاحتلال وعدوانيته دون اعتماد استراتجيه جامعه وللاسف تناسينا الاحتلال ومشروعه الاحلالي التهويدي وبات صراعنا مع بعضنا و خطابنا ضد بعضنا بعضا

نهج الأحزاب والقوى والفصائل ، وترديدها لنفس الخطاب السياسي يجعلها محل انتقاد وانعدام للثقه ، طالما أنّها لم تنجح في تقديم الجديد الذي يجعلها تتميّز عمّن سبقها، سواء من حيث المنطلق أو الفكر أو البرامج أو الخطاب، كما أنّها حافظت على نفس أساليب التواصل مع المواطنين.

بتنا أحوج ما نكون لخطاب منهجي واقعي يستند لاستراتجيه وطنيه جامعه وتشكل مرجعيه لنهج عمل يقودنا قولا وفعلا لتصويب اولوياتنا ونتخلى عن الشعبويه التي وضعتنا في متاهة ما بتنا عليه ومن حاله من الضياع بحيث المحتل تمكن من تنفيذ مشروعه التهويدي والاستيطاني ونحن امام ذلك لا نحمل سوى الشعارات ليس الا. وافتقدنا للخطه الاستراتجيه التي تقودنا للتحرر والتحرير من الاحتلال بحيث بتنا بحالة من الوهن والضعف بسبب خلافاتنا وانقسامنا وطغيان المصلحه الانيه وتفشي الفساد والمحسوبية المصلحية والسعي لتحقيق المكاسب والمغانم على حساب التصدي للاحتلال واساليبه بكل الوسائل التي شرعتها الشرعيه الدولية.

التعليقات على خبر: عندما تتعانق الشعبوية مع الغوغائية في الخطاب السياسي

حمل التطبيق الأن